
مع استعداد دولة الإمارات العربية المتحدة لعطلة عيد الأضحى، تشهد أسواق الأسهم المحلية اتجاهاً موسمياً مألوفاً: تحول في تركيز المستثمرين نحو أسهم الأغذية والتجزئة والضيافة، مدفوعاً بارتفاع متوقع في الإنفاق الاستهلاكي والسياحة.
من المتوقع أن تصل مبيعات التجزئة في الإمارات العربية المتحدة إلى 10 مليارات دولار أمريكي هذا العام، مما يُبرز الأهمية الاقتصادية لموسم الأعياد. ويشهد منتجو الأغذية والمشروبات، وخاصةً مجموعة أغذية، طلباً متزايداً على المواد الغذائية الأساسية مثل التمور والدقيق والمياه المعبأة، وهي سلع أساسية خلال شهر رمضان وعيد الفطر والأضحى. وقد أعلنت أغذية، المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، عن زيادة في الإيرادات بنسبة 8.1% على أساس سنوي في الربع الأخير، مدفوعةً بشكل كبير بقوة المبيعات الموسمية.
وقال "جوش جيلبرت"، محلل السوق في eToro: "أصبح المستثمرون أكثر انسجاماً مع إيقاع الأرباح المتوقع الذي يحركه الاستهلاك المرتبط بالأعياد. عادةً ما نشهد ارتفاعاً حاداً في أداء قطاعي الأغذية والتجزئة قبل حلول العيد، وهذا غالباً ما ينعكس في تحركات السوق".
استفادت متاجر التجزئة، مثل تعاونية الاتحاد (المدرجة في سوق دبي المالي) ومجموعة اللولو (المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية)، من زيادة حركة المتسوقين، وشراء الهدايا، والحملات الترويجية. وشهدت تعاونية الاتحاد نمواً مطرداً مدفوعاً بالأعياد منذ إدراجها في عام 2022، بينما استفادت مجموعة اللولو من زخم الأعياد بتوسيع متاجرها وإطلاق عروض ترويجية محددة.
ويستفيد قطاع الضيافة أيضاً من طفرة السفر خلال فترة الأعياد. فقد أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للفنادق، المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، وشركات تشغيل فنادق مدرجة أخرى، عن زيادات ملحوظة في معدلات الإشغال، حيث تجاوزت نسبة الإشغال في بعض الإمارات 95% خلال عيد الفطر في وقت سابق من هذا العام. ويعود هذا الارتفاع جزئياً إلى السياحة داخل دول مجلس التعاون الخليجي وزيادة الإجازات المحلية، مما عزز إيرادات الفنادق، وإيرادات الغرف المتاحة، وهوامش الربح.
وأضاف جيلبرت: "إن الظروف الاقتصادية الكلية القوية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مدعومةً بارتفاع أسعار النفط وانتعاش السياحة بعد جائحة كوفيد، تُعزز هذه الاتجاهات الموسمية". وأضاف: "تساهم السياحة الآن بنحو 9% في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وللموسم الاحتفالي، مثل عيد الفطر والأضحى، تأثير اقتصادي وتسويقي واضح".
لاحظ متداولو الأسهم هذا الأمر. ففي الفترة التي تسبق فترة الأعياد، غالباً ما تشهد أسهم الشركات التي تركز على المستهلك زيادة في أحجام التداول وحركة أسعار إيجابية. في إحدى جلسات التداول قبل العيد، قفز مؤشر السلع الاستهلاكية الأساسية في دبي بأكثر من 2% في يوم واحد، مما يؤكد على إعادة توجيه المستثمرين لمحافظهم الاستثمارية نحو المستفيدين من موسم الأعياد.
رغم احتمال انخفاض السيولة الإجمالية خلال أسبوع العطلات، إلا أن الفترة التي تسبق الأعياد لا تزال تُشكّل حافزاً قوياً - وإن كان مؤقتاً - لأسهم الإمارات العربية المتحدة. ومع انطلاق موسم الأعياد، تعود أسهم شركات قطاعات الأغذية والتجزئة والضيافة إلى الواجهة، مدعومةً بثقة المستهلكين القوية واهتمام المستثمرين.