"أدنوك"تستحوذ على"كوفسترو" الألمانية بـ 66.11 مليار درهم
أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) اليوم الثلاثاء عن موافقتها على شراء شركة "كوفسترو" الألمانية للكيماويات في صفقة بلغت قيمتها 18 مليار دولار (66.11 مليار درهم)، شاملة الديون، مما يجعلها أكبر عملية استحواذ في تاريخ أدنوك حتى الآن.
وتُعد هذه الصفقة واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ الأجنبية التي تقوم بها دولة خليجية في الوقت الذي تسعى فيه أبو ظبي ودول أخرى في المنطقة إلى تقليل اعتماد اقتصادها الكبير على النفط في مواجهة التحول العالمي في مجال الطاقة.
ويأتي ذلك بعد مفاوضات مطولة بين الشركتين، وستشهد قيام أدنوك بدفع 62 يورو لكل سهم في كوفيسترو، وهو ما يعادل 14.7 مليار يورو بما في ذلك حوالي 3 مليارات يورو من الديون.
وأضافت أدنوك أنها ستشتري أيضاً أسهماً جديدة بقيمة 1.17 مليار يورو في كوفسترو، وهي وحدة سابقة لباير، من زيادة رأس المال لتحسين تمويل هدف الاستحواذ.
وارتفعت أسهم كوفسترو بنسبة 3.7% إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات عند 58 يورو.
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك: "باعتبارها شركة عالمية رائدة في مجال الصناعة الكيميائية، تقدم شركة كوفيسترو خبرة لا مثيل لها في مجال المواد الكيميائية والمواد المتخصصة عالية التقنية، مع اعتمادها على تقنيات متقدمة تشمل الذكاء الاصطناعي. هذه الصفقة تمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز قدرات أدنوك في هذا القطاع الحيوي."
وأضاف: "تمثل هذه الشراكة الاستراتيجية انسجاماً طبيعياً وتتماشى بشكل سلس مع استراتيجية أدنوك المستمرة للنمو الذكي وتأمين المستقبل، كما تتماشى مع رؤيتنا لنصبح من بين أكبر خمس شركات كيماوية عالمياً. هذه الصفقة تمثل خطوة محورية لكلا المؤسستين، وتعكس نهجنا المنضبط في الاستثمار في الأصول الاستراتيجية التي تعزز القيمة طويلة الأجل وتفتح أبواباً لفرص نمو جديدة. كما تؤكد على التزامنا بتنويع محفظة أدنوك. تضعنا هذه الاستراتيجيات المتوافقة في موقع فريد لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة والمنتجات الكيميائية، مع تسريع التحول نحو الاقتصاد الدائري."
وتمثل هذه الاتفاقية التاريخية خطوة مهمة في استراتيجية أدنوك للنمو الدولي، حيث تواصل الشركة تنفيذ خططها الطموحة للتوسع على المستوى العالمي. تركز أدنوك في هذا التوسع على مجالات الغاز والغاز الطبيعي المسال، والمواد الكيميائية، والطاقات منخفضة الكربون، بما يتماشى مع استراتيجيتها المعتمدة من قبل مجلس إدارتها. هذه الخطوة تعزز مكانة أدنوك كلاعب رئيسي في قطاع الطاقة العالمي، وتدعم التزامها بالتنوع والاستدامة."
وفي حال إتمام الصفقة بنجاح، فإن هذا الاستحواذ من شأنه أن يدعم هدف أدنوك في أن تصبح واحدة من أكبر خمس شركات عالمية في مجال الكيماويات.
كما تجري أدنوك محادثات مع شركة "أو إم في" النمساوية منذ أكثر من عام لدمج مشروعيهما المشتركين للبتروكيماويات بورياليس وبروج. واستحوذت أدنوك على حصة 24.9% في أو إم في من صندوق مبادلة السيادي في أبوظبي في فبراير/شباط.
وتأسست شركة كوفسترو، التي تصنع البلاستيك والمواد الكيميائية لقطاعات السيارات والبناء والهندسة، في عام 2015 بعد أن انفصلت عن شركة باير. وفتحت دفاترها لشركة أدنوك في يونيو/حزيران ــ بعد عام من الإعلان عن اهتمام أدنوك الأولي.
وسيخضع عرض الاستحواذ العام إلى حد أدنى من القبول يبلغ 50% بالإضافة إلى سهم واحد من رأس مال شركة كوفسترو.
تنازلات واسعة النطاق
وقد تؤدي هذه الصفقة إلى إعادة إشعال النقاش حول الشركات الألمانية الكبرى التي تواجه عروض استحواذ أجنبية بسبب ضعف الاقتصاد.
ويسعى بنك "يونيكريديت" الإيطالي إلى الاندماج مع "كوميرز بنك" بعد الاستحواذ على حصة في منافسه الألماني، مما أثار انتقادات من المؤسسة السياسية في ألمانيا، التي تريد الحفاظ على استقلال البنك.
لكن شركة كوفسترو قالت إنها حصلت على تنازلات واسعة النطاق للحد من سيطرة المشتري على الشركة.
وسوف يظل نصف المقاعد في مجلسها الإشرافي في أيدي ممثلي العمال، كما هي العادة في الشركات المدرجة في ألمانيا، كما سيبقى اثنان من ممثلي المساهمين في مجلس الإدارة مستقلين عن أدنوك.
بحسب ما قالته كوفيسترو تعهدت أدنوك بعدم بيع أو إغلاق أو تقليص أنشطة أعمال كوفيسترو بشكل كبير، وأنها "ستحمي تكنولوجيا كوفيسترو وحقوق ملكيتها الفكرية" .
وأضافت أن مجلس إدارتها سيظل مسؤولاً عن الإدارة والتوجيه الاستراتيجي.
أعلنت شركة كوفسترو عن تسجيل خسارة صافية بلغت 72 مليون يورو في الأشهر الستة الأولى من العام، مقارنة بأرباح بلغت 46 مليون يورو في العام السابق.
وهذه ثاني أكبر عملية استحواذ في الشرق الأوسط بعد استحواذ شركة تيفا للأدوية الإسرائيلية على أعمال الأدوية العامة لشركة أليرجان مقابل نحو 40 مليار دولار في عام 2015، وفقاً لبيانات ديلوجيك.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على البتروكيماويات بمعدل مركب قدره 2% بين عامي 2024 و2050. ومن المتوقع أن يتضاعف سوق الكيماويات بحلول عام 2050، مما يؤدي إلى عوائد اقتصادية جذابة.