
لطالما ارتبط هاتف "آيفون" من "آبل" بتقنيات التصوير المتطورة، مُرسياً معايير جديدة ليس فقط في تصميم الأجهزة، بل في جودة الصورة أيضاً. ومع ذلك، فيما يتعلق بعدد الميجابكسل الخام، لطالما اتبعت "آبل" نهجاً أكثر تحفظاً، مُعطيةً الأولوية لجودة الصورة وتحسين البرامج على حساب الأرقام. قد تتغير هذه الفلسفة جذرياً قريباً.
ووفقاً لتسريب شاركه المخبر الرقمي على موقع "ويبو" (Weibo)، تعمل شركة "آبل" على ترقية ضخمة للكاميرا من شأنها أن ترفع مستشعر الكاميرا الرئيسي في "أيفون" من 48 ميجابكسل الحالي إلى 200 ميجابكسل في طراز مستقبلي.
حتى وقت قريب، قاومت "آبل" سباق التسلح في دقة الميجابكسل الذي قاده منافسوها على أندرويد. لم تقفز "آبل" من كاميرا عريضة بدقة 12 ميجابكسل إلى مستشعر بدقة 48 ميجابكسل إلا مع هاتف "آيفون 14 برو"، وهو تحول حدث أخيراً بعد سنوات من طرح "سامسونج" وشركات أخرى عدسات بدقة أعلى. اليوم، يتميز "آيفون 16 برو ماكس" بما يلي:
كاميرا رئيسية (واسعة) بدقة 48 ميجابكسل مع تركيز تلقائي ثنائي البكسل ونظام تثبيت بصري متقدم مع مستشعر تحويل
كاميرا فائقة الاتساع بدقة 48 ميجابكسل توفر إمكانيات التصوير الماكرو والزاوية الواسعة
عدسة مقربة بدقة 12 ميجابكسل مع تكبير بصري يصل إلى 5 مرات
كاميرا أمامية بدقة 12 ميجابكسل، ومن المتوقع ترقيتها إلى 24 ميجابكسل في "آيفون 17"
ساعدت هذه الترقيات هاتف "آيفون" في الحفاظ على مكانته كخيار مثالي للمستخدمين العاديين ومحترفي التصوير عبر الهاتف المحمول. لكن قفزة الـ 200 ميجابكسل المزعومة تُشير إلى أن "آبل" تُجهز لموقف أكثر جرأة في مجال ابتكار الأجهزة.
وبينما أطلقت "سامسونج" مستشعرها بدقة 200 ميجابكسل مع هاتف "غالاكسي أس 23 ألترا" قبل عامين، دأبت "آبل" على الانتظار حتى تنضج التقنية قبل تطبيقها. تتيح هذه الاستراتيجية للشركة تحسين معالجة الصور وتخفيف المشاكل الشائعة المرتبطة بمستشعرات الدقة العالية، مثل زيادة تشويش الصورة وبطء الأداء في الإضاءة المنخفضة.
لا يحدد التسريب متى سيتم تنفيذ هذا التحديث، ولكن تشير التكهنات إلى عدة مقترحات:
2026–2027: احتفالاً بالذكرى العشرين لإطلاق هاتف "آيفون"، قد تكشف "آبل" عن هذه الميزة باعتبارها ابتكاراً رئيسياً لطراز "آيفون برو" أو "ألترا".
آيفون فولد: مرشح محتمل آخر هو "آيفون" القابل للطي من "آبل"، والذي طالما ترددت شائعات حول إصداره. من المتوقع أن يكون سعره مرتفعاً، وقد تُعدّ الكاميرا به بدقة 200 ميجابكسل ميزةً مميزةً تُبرر مكانته.
"آيفون 18" أو ما بعده: نظراً للوتيرة المدروسة لشركة "آبل"، فإن ترقية 200 ميجابكسل قد تستغرق بضعة أجيال، ولن تصل إلا بعد أن تصبح الشركة واثقة من قدرتها على تقديم أفضل النتائج في فئتها.
ورغم القفزة المذهلة في المواصفات، فإن زيادة عدد الميجابكسلات لا تعني بالضرورة صوراً أفضل. فالمستشعرات عالية الدقة غالباً ما تعاني من صغر حجم البكسلات الفردية، مما قد يؤدي إلى تشويش أكبر في الصورة، خاصةً في الإضاءة المنخفضة. ستحتاج "آبل" إلى دمج هذا المستشعر الجديد مع معالجة صور أكثر ذكاءً، وتثبيت مُحسّن، وربما حتى أجهزة جديدة مثل فتحة عدسة متغيرة أو مستشعرات مُركّبة للحفاظ على جودة الصورة.
وفي غضون ذلك، من المتوقع أن يتميز هاتف "آيفون 17" القادم بكاميرا أمامية جديدة بدقة 24 ميجابكسل وعدسة مقربة بدقة 48 ميجابكسل لطرازات "برو"، استمراراً لتحسينات الكاميرا التدريجية والمتسقة من "آبل".
إذا كان التسريب صحيحاً، فهذا يعني أن انتقال "آبل" إلى مستشعر 200 ميجابكسل سيكون نقطة فاصلة في استراتيجية الشركة في التعامل مع الكاميرات.